Forum des générations futures
Forum des générations futures
Forum des générations futures
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


FGF.org
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الوافي
ممتاز
ممتاز
الوافي


عدد المساهمات : 166
تاريخ التسجيل : 23/11/2009
العمر : 30
الموقع : algeria2.ahlamontada.com

السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1) Empty
مُساهمةموضوع: السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1)   السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1) Emptyالخميس ديسمبر 03, 2009 8:12 pm

- تمهيد:

يدرك ذَوو الألباب ذلك الرباطَ الوثيق بين الظلم والجاهلية، فبينهما علاقةٌ دائمة لا تنقطع؛ فأينما حلَّتِ الجاهليةُ بمكانٍ، ترَ الظلم تابعًا لها فيه؛ ولذلك فإن حقيقة الإيمان بالله لن تدرك كما ينبغي، إلا إذا استطعنا أن نفهم جيدًا مدى تأثير عبادة الأوثان والأصنام في دنيا الناس، وارتباط ذلك كله بقَسَم إبليس لرب العالمين: { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص: 82، 83]؛ ولذلك فإن: "كل عهدٍ اهتزَّتْ فيه عقيدةُ التوحيد يُعَدُّ عهدًا مظلمًا؛ ذلك لأن الإيمان بالله - عز وجل - الذي هو نور السموات والأرض، إن لم يحكم جميعَ القلوب، سيطر الظلامُ على الأرواح، واسودَّتِ القلوب؛ فمثلُ هذه القلوب المظلِمة تُبتلى بقصر النظر عند مراقبة الأحداث، وتكون رؤيتها متعكرة وغير صافية، ويعيش صاحب مثل هذا القلب كالخفافيش في دنيا الظلام" [1].



ففي وجود ركام الجاهلية لا تجد للضياء مكانًا ، ولا للموحدين أثرًا؛ لأن أفكار وعقائد الجاهلية يطغيان على كل شيء، وطوفان الجاهلية يحطِّم فيما يبدو للناس بقايا الإيمان المتناثرة في دنياهم، نخلص من ذلك إلى أنه "لا بد من دراسة البيئة التي نشأ فيها الإسلام، وردودِ الفعل التي حدثتْ تجاه الإسلام في تلك البيئة، والتغييرِ الهائل الذي أحدثه الإسلام فيها" [2].



ودراسة هذه البيئة الجاهلية للتعرُّف على ما صنعه محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - بالعالم، كيف غيَّر مبادئَه وأخلاقَه وقيمَه؛ لأن "معرفة تاريخ الجاهلية وتصوراتها وقيمها تزيد المؤمنَ إيمانًا وطمأنينة إلى ما عنده من الحق، والمعرفة بمسار الأفكار الجاهلية ودخائلها حصانةٌ ضد الوقوع في شيء منها، ولكن لا بد أن يسبق هذه الدراسةَ معرفةُ تاريخ الجاهلية ونظمها، ويصاحبها إيمانٌ بالله صحيح، واعتزازٌ بشريعة الله، وفقهٌ بالحلال والحرام، وإلا أتتِ الدراسة محرفةً شوهاء" [3].



ولأن شأن الجاهلية ذو خطر عظيم، وله آثارٌ وخيمة، وأضرارٌ بالغة؛ لذا فقد جاء الأمر بمحْق أمر الجاهلية، كما في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد - رحمه الله - عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَرَني ربي - عز وجل - بمحق المعازف والمزامير، والأوثان والصلب، وأمر الجاهلية)) [4].



وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألاَ كلُّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدميَّ موضوعٌ، ودماءُ الجاهلية موضوعة، وإن أول دمٍ أضع من دمائنا دمُ ابن ربيعة بن الحارث - وكان مسترضعًا في بني سعد، فقتلتْه هذيل - وربا الجاهلية موضوع، وأول ربًا أضع من ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب، فإنه موضوعٌ كله)) [5].



"فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أهدَرَ أمْرَ الجاهلية، ووضعه تحت قدميه الشريفتين؛ إعراضًا عنه، وإهانة له، وإيذانًا بإهداره وأنه لا عودة له أبدًا، وطبق المنهج على نفسه وأهله أولاً" [6].



"والمتأمل في هذه الأشياء التي أمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بمحْقها، يجد أن لها بُعدًا عميقًا، وأثرًا واضحًا في أيِّ واقعٍ ومجتمع جاهلي - قديمًا وحديثًا - مع وجود تلك الرابطة القوية بالشيطان، فحقيقةُ الصراع بين الإسلام والجاهلية هو في الحقيقة صراع مع الشيطان" [7].



والذي يُثبت تلك العلاقةَ بين إبليس وأفعال الجاهلية ما رواه الطبراني في "الكبير" عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكةَ رنَّ إبليس رنة اجتمعتْ إليه جنودُه، فقال: ايئسوا أن تردُّوا أمَّة محمد على الشرك بعد يومكم هذا، ولكن افتنوهم في دينهم، وأفشوا فيهم النوح" [8].



فجميع ما ذكر [9] من فعل الشيطان وأساليبه المختلفة في الغواية، وهو الآمر الأول بها، فما عُبدتِ الأوثانُ إلا بأمْر الشيطان، وما صُنع الصليبُ إلا بأمر الشيطان، وما صنعت المزامير والمعازف إلا بأمر الشيطان، وكل هذه المظاهر والمعالم إنما هي مظاهرُ ومعالمُ جاهليةٌ؛ لذلك كانت الجاهلية صنعة الشيطان ودعوته [10].



فإذا أردنا "تقييم الواقع الجاهلي، فإن التقييم يكون على أساس علاقة الشيطان بهذا الواقع الجاهلي، فالعلاقة بين الشيطان والواقع الجاهلي علاقةٌ بديهية، بلغت بداهتُها أن يدركها هدهدُ سليمانَ في تقييمه لمملكة سبأ: { وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 24]" [11].



ورغم تلك الحضارة السامقة، والمُلك العريض، إلا أنه كان في نظر الهدهد جاهليةً، و"هذا الربط الدقيق بين هذه الخصائص وتلك الأعمال، هو الذي يحدِّد التفسير الإسلامي لأدقِّ المظاهر الجاهلية" [12]، فخصائصُ الحضارة إن لم تقترن بالدِّين، فهي جاهلية، ولذلك كانت "الجاهلية تجرِبة واحدة، بدأها إبليس منذ معصيته، وسيظل قائمًا عليها إلى يوم الوقت المعلوم" [13].



إن ترْك مثلِ هذه الدراسة لتلك الفترة حتى الآن دراسة متأنية فياضة، يدلُّ دلالة قاطعة على أن هناك خللاً في فهم الواقع الجاهلي، وتكاسلاً رهيبًا لفهم تلك الفترة، ويدل على مدى التقصير والتفريط، أو ربما عدم إدراك أهمية دراسة مثل هذه الفترة الزمنية التي قبل الإسلام.



هذا التهاون في مثل هذه الدراسة كان السببَ الرئيس في خروج أجيال متأسلمة، منقطعة الصلة عن جذورها الأولى، تعيش الجاهلية المعاصرة بكل ما فيها من صخب وضجر وفجور، تمامًا كما كان يعيش الناس قبل الإسلام.



لذا نقول: إنه يجب دراسة أحوال الجاهلية دراسةً عميقة، تكون شديدةَ الأثر في دنيا الناس؛ لتعرفهم الفارق بين حياة الجاهلية وحياة الإسلام، والغرض الأسمى من هذا التعريف أن هذه المظاهر التي يحياها الناس ويمارسونها بإلف العادة، إنما هي في الحقيقة واقعٌ جاهلي، فمثل هذا التعريف يُخرِج الناسَ من عبادة الشهوات والأهواء إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سَعة الدنيا والآخرة، ولا ينبغي أن نكتفي بتلك القشور التي تُقدَّم في كثير من الكتب التي تتناول سيرة النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - فيكتب في مقدمة أي كتاب يتناول السيرة ورقة أو ورقتين عن الجاهلية، ثم لا شيء بعدها.



إننا لا بد أن ندرس ذلك "العهد الذي اهتزتْ فيه جميعُ أسس الدين من قواعدها، وحرِّفتْ فيه الديانات السماوية من قِبَل أتباعها، ولم يبقَ هناك سوى فئةٍ قليلة من الموحِّدين الذين كانوا يؤمنون بالله - سبحانه وتعالى - ولكن دون أن يدركوا صفاتِه وأسماءَه الحسنى؛ لذا فما كانوا يعرفون كيف يوفون وظيفة العبودية لله" [14]، مثل كثير من المسلمين اليوم لا يعرفون كيف يوفون وظيفة العبودية لله رب العالمين؛ لأن معنى ضياع حقيقة العبودية هي انصهار ذلك المجتمع كله في وضع جاهلي ما، ضاعتْ بسببه تلك المعالمُ والحقائق للعبودية، والسؤال: ما هي تلك القوة الهائلة والمؤثِّرة التي طغتْ على حقيقة العبودية لله وحده، فطمستْها أو غيَّرتْها؟ وتأتي الإجابة قاطعةً حاسمة لا ريب فيها، إنها قوة الجاهلية، فما هي هذه الجاهلية؟



المطلب الأول: تعريف الجاهلية:
المعنى اللغوي والاصطلاحي للجاهلية:

قال الإمام السيوطي - رحمه الله - في "المزهر": "قال ابن خالويه: إن لفظ الجاهلية اسم حدث في الإسلام للزمن الذي كان قبل البعثة" [15].



والجاهلية من الألفاظ التي لم يستخدمها العرب، ولم يرد في أشعارهم ولا كلامهم قبل الإسلام؛ وإنما استخدموا لفظَ الجهل ومشتقاتِه في معنيينِ اثنين:
1- الجهل الذي هو ضد العلم، وهو حالة عقلية.
2- الجهل الذي هو ضد الحلم، وهو حالة نفسية سلوكية، ومنه قول عمرو بن كلثوم:

أَلاَ لاَ يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا

ومنه قول الصمة بن عبدالله القشيري:

بَكَتْ عَيْنِيَ اليُسْرَى فَلَمَّا زَجَرْتُهَا عَنِ الجَهْلِ بَعْدَ الحِلْمِ أَسْبَلَتَا مَعَا
وقد وردتْ هذه اللفظةُ في القرآن بمعنيين كذلك، ولكنهما معنيان اصطلاحيان، والمعنى الاصطلاحي القرآني يدخل في إطار المعنى العام.



فالجاهلية معناها: الجهل الشديد، ولكن معناها الاصطلاحي في القرآن هو: إما الجهل بحقيقة الألوهية (وهو الحالة العقلية)، وإما اتِّباع غير ما أنزل الله (وهو الحالة النفسية السلوكية).



وهكذا حيث وجدْنا في القرآن لفظَ الجاهلية ومشتقاتها، أو اللفظَ المرادف { لَا يَعْلَمُونَ} فلم تخرج عن أحد هذين المعنيين الاصطلاحيين: الجهل بحقيقة الألوهية، أو عدم اتباع ما أنزل الله [16].



ولذلك نرى أ ن من أبرز سمات الجاهلية اقترانَ الجهل بالهوى، فهما قرينان لا يفترقان كالميل والمداهنة، فعهدُ الجاهلية عهدُ قبحٍ، وصفحة سوداء في تاريخ البشرية، "فالجاهلية لم تكن تأتي كنقيض للعلم وفقط؛ بل كمرادف للكفر الذي هو نقيض الإيمان والاعتقاد" [17].



وهنالك رأي آخر يقول: إ ن "الجاهلية ليست من الجهل الذي هو ضد العلم، ولكن من الجهل الذي هو السفه، والغضب والأنفة، قريب من هذا المعنى قول الشاعر:

وَقَاكَ الهَوَى وَاسْتَجْهَلَتْكَ المَنَازِلُ

فترى أن كلمة الجاهلية تدل على الخفة والأنفة والحمية والمفاخرة، وهي أمور أوضح ما كانت في حياة العرب قبل الإسلام" [18].





ــــــــــــــــــــ

[1] "النور الخالد"، لفتح الله كولن، 1/25.

[2] "كيف نكتب التاريخ الإسلامي"، للشيخ/ محمد قطب - رحمه الله - ص 39.

[3] "صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي"، د/ علي الصلابي، 1/62.
[4] حديث حسن أخرجه أحمد، والصلب؛ أي : الصليب، وهو الذي عند النصارى.
[5] حديث صحيح، وهو من خطبة النبي في حجة الإسلام "الوداع"، أخرجه مسلم من حديث جابر.
[6] مقالة: "أبغض الناس إلى الله ثلاثة"، مجلة الرسالة، عدد 26 يناير 2008، د/ مروان شاهين، أستاذ الحديث وعلومه، جامعة الأزهر، ص 27.
[7] "عندما ترعى الذئاب الغنم"، للشيخ/ رفاعي سرور، ص 167 بتصرف.
[8] حديث صحيح، رواه أحمد، وأخرجه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثقون.
قال الألباني: صحيح 3467، وهو في "الصحيحة"، وانظر: "الترغيب والترهيب"، حديث 5178، طبعة دار ابن رجب.
[9] أي ما ذكر في حديث الإمام أحمد - رحمه الله.
[10] "عندما ترعى الذئاب الغنم"، ص 168.
[11] السابق نفسه، مع ملاحظة ما كانت عليه مملكة سبأ من تقدم وحضارة، ورفاهية في العيش، جاء ذكرها في القرآن، ورغم ذلك كان مجتمعًا جاهليًّا؛ لضياع حقيقة العبودية لله.
[12] السابق، ص 169.
[13] السابق، ص 174.
[14] "النور الخالد"، مصدر سابق، 1/25.
[15] نقلاً من "فجر الإسلام"، أحمد أمين، ص 86، مكتبة الأسرة، عام 1996.
[16] "كيف نكتب التاريخ؟"، مصدر سابق، ص 40 - 43.
يقول الدكتور/ علي إبراهيم أبو زيد بعدما استشهد بعدة آيات قرآنية ورد فيها لفظ الجهل، قال: فلفظ الجاهلية ليس معناه عدم العلم، أو الجهل، وإنما الاندفاع والثورة، ومعناه القوة أيضًا.
قلتُ (وليد): هذا التفسير مبناه على حالة العرب التي كانوا عليها من القوة والبطش، وهو معنى غير دقيق، فإذا أخذنا مثلاً تبرج الجاهلية، فما هي العلاقة بين التبرج والقوة؟ وكذلك حكم الجاهلية، وهو مسألة علمية، ولو قال: الحمية، لكانت أدق وأفضل.
[17] "النور الخالد" 1/ 22.
[18] "فجر الإسلام"، مصدر سابق، ص 110، 111.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://algeria2.ahlamontada.com
Nisr-Filistine
متوسط
متوسط



عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
الموقع : algeria2.ahlamontada.com

السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1)   السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1) Emptyالأربعاء مارس 03, 2010 12:06 am

السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1) Merci
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (2)
» السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (3)
» درس مدخل إلى السيرة النبوية 01 متوسط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Forum des générations futures :: المنتدى الاسلامي :: الحديث والسيرة النبوية-
انتقل الى: