الوافي ممتاز
عدد المساهمات : 166 تاريخ التسجيل : 23/11/2009 العمر : 30 الموقع : algeria2.ahlamontada.com
| موضوع: الأنسان والبيئة.. قضية العصر الثلاثاء فبراير 16, 2010 10:43 am | |
| الأنسان و البيئة قضية العصر البيئة هي الأطار الذي يمارس فيه الانسان مناشط الحياة وهي المصدر الرئيس لعناصر ثروته وانتاجه.. هذان وجهان لعلاقة الانسان بالبيئة هي الهواء الذي تصلح بنقائه صحة الانسان وتعتل بفساده .. هي الماء الذي يشربه ويغتسل به.. هي الأرض وما عليهامن كائنات تعايشه وتقاسمه ما تيسر من خير البيئة .والبيئة هي مصدر عناصر الثروة اي العناصر الهامدة التي يحولها الانسان بالجهد والمعرفة الى انتاج وثروة فالثروة هي نتاج التفاعل الراشد بين الانسان وعناصر البيئة فالانتاج الزراعي هو نتاج التفاعل بين الانسان بالحرث والري والفلاحة وبين الأرض.. ولا يكون حقل البترول ولا منجم الفحم ثروة الا بعد ان يكتشفه الانسان بالبحث ثم ينشىء فيه وسائل الانتاج ثم يظل يصب فيه من جهده وعرقه ومعرفته ما تتم به عملية الانتاج أي انشاء الثروة.. الانسان هو العامل الأول في انشاء الثروة وقدرته الكمية تعتمد على عدد الجماعة وعلى ماتتذرع به من معرفة (علم وتكنولوجيا) تضع بين ايديها مصادر للطاقة وقدرات على الأداء تتعاظم تبعاً للتقدم العلمي.. عناصر البيئة هي الثروة الهامدة وخصوبة البيئة هي قدرتها على الاستجابة للجهد الانتاجي.. نعبر عن العلاقة بين الانسان والبيئة فنقول بان الانسان يعيش في إطارين: اطار طبيعي يشمل الأرض والهواء والنبات والحيوان واطار صناعي من عمل الانسان الأول سبق وجود الانسان على الأرض أما الآخر فقد عاصر الانسان وبرزت معالمه مع تطور قدرة الانسان على التحكم في عناصر البيئة والتأثير فيها. الأطار الاول هو (الغلاف الحيوي) ويشمل ذلك المحيط الرقيق من سطح الارض ومن ماء البحار والمحيطات ومن الهواء الجوي حيث توجد الحياة بصورها المختلفة ولا يتجاوز هذا الغلاف عدة كيلو مترات عمقاً في الأرض والبحر والهواء الجوي..الأطار الآخر هو (الغلاف المصنوع) ويشمل ما تنشئه الجماعة الانسانية من مدن وقرى وطرق وماتبنيه من مصانع ومراكز للانتاج وما تستحدثه من نظم ادارية واجتماعية وسياسية. في كل من هذين الاطارين المتلازمين نظم بيئة مختلفة ففي اطار المحيط الحيوي توجد انماط بيئية تختلف باختلاف المناخ والتضاريس وعلاقة اليابسة بالمحيطات والبحار الى غير ذلك مما يميز الصحراء عن الغاب والجبل عن الوادي والجزيرة عن البحيرة والنهر عن المستنقع وفي اطار المحيط المصنوع توجد انماط من البيئات تختلف بما يميز المدينة عن القرية والمركز الصناعي عن المنجم بل وبما يميز حقل القمح عن بستان الفاكهة. على اننا نلاحظ ان للنظم البيئية الطبيعية والمصنوعة قدرة على تنظيف نفسها ذلك لان النظم الطبيعية في الغلاف الحيوي تنطوي على دورات طبيعية للمواد وللطاقة تستوعب ما قد يتراكم من المخلفات فالنباتات الخضر سواء كانت اشجاراً ساقطة أم أعشاباً صغيرة أم طحالب دقيقة تمتص ثاني اوكسيد الكربون من الهواء وتمتص الماء وما يذوب فيه من مواد معدنية وتبنى من هذه المواد البسيطة ومما تستوعبه من طاقة الشمس مواد عضوية هي الخطوة الأولى والأساسية في سلسلة الغذاء.. فعلى النبات الاخضر تتغذى آكلات الاعشاب من حيوانات وحشرات.. وعلى هذه تتغذى آكلات اللحوم من مفترسات وطفيليات وهكذا تتصل الحلقة.. على ان مرد هذه الأجسام جميعاً ومرد بقاياها الى الارض حيث توجد مجموعات أخرى من الفطريات والبكتريا والديدان وغيرها مما تعمل على تلك الاجسام العضوية الساقطة بالتحليل والتفكيك والاستيعاب حتى تصل الى ثاني اوكسيد الكربون وما قد يذوب في الماء من مواد معدنية تقود دورتها من جديد.. في هذه الدورات تتجدد حيوية الغلاف الحيوي على اننا نلاحظ ان طاقة التجديد والتنقية تعتمد على سعة معينة لتلك التفاعلات والدورات فاذا زادت معدلات ما يلقيه الانسان الى حيز الغلاف الحيوي من فضلات على تلك السعة تراكمت الفضلات الفائضة واصبحت مصدراً للتلوث البيئي كذلك نقول بان النظم البيئية في الغلاف المصنوع تتضمن أجهزة للتنظيف اي التخلص من الفضلات.. ففي القرى والمدن توجد أجهزة لصرف المجاري وتنظيمات لجمع الازبال والخروج الآمن في اطار النظام البيئي على اننا نلاحظ ان لطاقة التنظيف سعة معينة اذا زادت معدلات ما تلقيه الجماعة الانسانية من فضلات على تلك السعة فاضت واصبحت مصدراً للتلوث البيئي. الأنسان المعاصر.. لسنا بصدد حصر اوجه التطور المتعددة في حياة الانسان كفرد وكجماعة منذ كان الانسان ولا تتطور علاقته عبر هذا التاريخ الطويل بالاحوال البيئية في الغلاف الحيوي واثرها عليه وأثره عليها ولكننا نقصر كلامنا على الحاضر وعلى تلك السنوات التي انقضت منذ ان انفتح القرن العشرون. ترتبط شدة اثر الانسان على الغلاف الحيوي بأمرين: الأول تعداد السكان والثاني معدلات استهلاكهم للمواد والطاقة وقد حدث تطور بالغ في هذين الامرين فيما انقضى من سنوات القرن الحالي وتدل الشواهد على ان تلك التطورات ستزداد حدة فيما بقي من سنوات هذا القرن . الانسان والتغيرات البيئية الانسان واحد من الكائنات الحية التي تشارك في الاطار البيئي للغلاف الحيوي.. كان في فجر وجوده على الأرض يجمع طعامه من ثمار الاشجار او اوراقها وكذلك كان يجمع مايحتاجه للملبس او المسكن ثم تدرج الانسان الى مرحلة استئناس الحيوان والرعي وتحول اطار العلاقات البيئية للانسان تحولاً بالغاً ثم اتصلت حياة الانسان الى مرحلة الزراعة والاستقرار هنا استكمل الانسان سيادته على الاحوال البيئية فهو يبدل الكساء النباتي بانماط من الكساء النباتي يزرعها ويفلحها ثم جاء عصر الصناعة وما اتصل به من عمران تميزت به حياة العصر الصناعي عن حياة الريف واصبح في امكان الانسان ان يعيش في بيئة من صنعه بما يبني من مساكن ويهيئ لها وسائل التدفئة والتبريد والاضاءة وطوع الانسان مصادر للقوة جعلت بين يديه من الالات الهائلة مما جعل لآثاره البيئية امتداداً على مساحة الأرض وفي البحار وفي الهواء تلوث البيئة نتبين مما سبق ان التلوث هو كل تغير كمي او كيفي في مكونات الغلاف الحيوي أي في الصفات الكيميائية او الفيزيقية او البيولوجية للعناصر البيئية وقد يكون التلوث بزيادة نسبة بعض المكونات الطبيعية للغلاف الحيوي لزيادة غاز ثاني اوكسيد الكربون نتيجة الحرائق الهائلة أو تراكمات الاملاح في الاراضي نتيجة سوء الاستعمال او قصور نظم الصرف وقد يكون التلوث نتيجة اضافة مركبات صناعية غريبة على النظم البيئية الطبيعية فتتراكم في الهواء او الماء او الارض. وقد يكون التلوث من مصادر طبيعية كالغازات والأبخرة التي تقذفها البراكين وما يصاحبها من دقائق الغبار الذي يتصاعد في طبقات الجو وقد يكون التلوث من مصادر صناعية أي من فعل الانسان سواء نتيجة النشاط المتصل بالحياة والانتاج ام نتيجة استعمال طرق غير علمية في عمليات الانتاج من ذلك استخدام المصادر الحفرية للوقود وما يتخلف عن المدن من قمامة وروث وما يصدر عن الصناعات من مخلفات صلبة او سائلة وما يخرج من وسائل النقل من غازات وابخرة وما يتراكم في البيئة الريفية من بقايا الكيمياويات الزراعية وما يصدر عن المفاعلات والتجارب الذرية من اشعاعات. | |
|